محمد علي الحوثي يتحدث عن معركة الساحل الغربي والدور الامريكي و البريطاني والفرنسي في المعارك وآخر التطورات في الشأن السياسي والمفاوضات
يمنات – صنعاء
تحدث رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، كشف فيها عن أسرار معركة الساحل الغربي وآخر التطورات في الشأن السياسي والمفاوضات مع المبعوث الاممي مارتن غريفيث’’.
وتناول الحوار الذي اجرته قناة “العالم”، طبيعة الرد العسكري اليمني على التحالف السعودي وعودة هادي إلى عدن، إضافة إلى الدور الامريكي و البريطاني والفرنسي في معارك البحر الأحمر.
حاوره/ محمد ناس
نود لو تحدثنا عن اخر التطورات بالنسبة للمشهد الميداني في محافظة الحديدة
المتابع لجبهة الساحل تهوله الانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية، فمعركة الساحل محرقة غامر فيها العدوان بجنوده ومرتزقته، فقد سقط الكثير من قياداتهم وأفرادهم، كما تم أسر عدد كبير من المرتزقة الذين يقاتلون في صف تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الإسرائيلي ومن معهم، كما تم تدمير عشرات الآليات المدرعة وغيرها من الآليات التابعة للغزاة في معركة الساحل، واغتنام آليات أخرى، وبفضل الله فقد بدأ المجاهدون باستخدام بعض تلك الآليات المدرعة في العمليات العسكرية، كما تم تقطيع أوصال التمدد الطولي الذي أحدثه العدو على الشريط الساحلي، وتم قطع خطوط الإمداد من ثلاثة مواقع، ومحاصرة مجاميع العدو، مما اضطره لإجلاء الكثير من جنوده عبر البحر، كما تقوم طائرات العدوان باستهداف مرتزقته في معركة الساحل عند كل تراجع من قبلهم، وكل هذا مؤشر من مؤشرات النصر والاستنزاف.
قوات التحالف لم تحرز أي انتصارات، وإنما حاولت الاختراق في أماكن فارغة لا يوجد فيها أي تواجد عسكري، بل زجت بجنودها إلى محرقة حقيقية.
لقد حاول العدو التقدم نحو مطار الحديدة وتصوير ذلك على أنه نصر استراتيجي، مع أن العالم يعرف أن المطار متوقف عن العمل منذ بداية العدوان أي أكثر من ثلاث سنوات،
وبفضل الله فقد فشل في اقتحام المطار والسيطرة عليه، وقد حاول السعي لتحقيق نصر إعلامي يقوم على الكذب كما هي عادته للتغطية على مغامرته وفشل اعلاميا في تأكيده ايضا.
ومع اننا أكدنا ونؤكد أن المطار لا يمثل وحده جبهة الساحل الغربي، وان المعركة ممتدة بامتدادالساحل وليس المطار هو المعركة فقط، المعركة معركة الساحل، و النصر حليف الشعب اليمني، ولا عزاء للمحتلين والخونة، وكما قال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ”سوف يدرك الغزاة أن تهامة ستكون أكبر مستنقع لهم منذ بداية عدوانهم”.
الامارات هي من تشن العدوان على الساحل الغربي وكنتم قد توعدتم بالرد القاسي على الامارات. الآن متى يأتي هذا الرد وما هي طبيعته ..؟
نحن في حربنا هذه خياراتنا مفتوحة، كما هم هم خياراتهم مفتوحة على الشعب اليمني، ويستهدفون المدنيين باستمرار، يستهدفون القرى والمدن، نحن لا زال لدينا من العقلانية أكثر مما لديهم، نحن لم نستهدف المدنيين، ولم نستهدف الأشياء الأخرى، لكن أقول إذا استمروا في عدوانهم فمن حقنا أن تستمر صواريخنا وأن تتنوع الأهداف لتضرب يدنا الطولى من يعتدي على اليمن، في الزمان والمكان المناسبين، وسنستمر في قصفنا للمنشآت الحيوية التي نستطيع من خلالها أن نكون قوة ردع فيما بيننا وفيما بين هذا العدو المتغطرس الذي استمر في قصفنا لمدة ثلاثة أعوام وأكثر وهو يستهدف المدنيين، يستهدف الطرقات والأسواق والأعراس والمستشفيات والمدارس، ويستهدف كل الأعيان المدنية ولمرات متعددة للهدف الواحد.
اليوم بفضل الله يستنزف ويخسر الاقتصاد الإماراتي جراء مغامراته في العدوان على اليمن، وهناك بعض الشركات في هذه الايام اعلنت افلاسها ولو كان لديه القدرة على الحفاظ عليها لفعل لان اعلان الافلاس يؤدي الى اهتزاز الثقة وايضا فقد اضطرت الإمارات إلى فرض زيادة في أسعار المشتقات النفطية على مواطنيها خلال العدوان مع ان حجمها الاقتصادي وقلة السكان والمساحة كان يفترض بالنظام توزيع المشتقات على المواطنين بالمجان ،وهذا الخيار ربما لن يحتاج من الامارات عشرة بالمائة من خسائر فواتير بن زايد لأسلحته الأمريكية البرية والبحرية المتواصلة والتي يتم تدميرها من الجيش اليمني واللجان الشعبية، او واحد في المائة من خسائر الامارات في اشتراكها ودعمها للعدوان على اليمن وباذن الله انهم وكل من يساهم في العدوان سيخسرون اكثر وأكثر.
فاليوم تكشفت صورة الإمارات أمام كل اليمنيين بمن فيهم الذين كانواصدقوا إدعاءاتها، وقبلوا باحتلالها، وبات هناك سخط شديد على العدوان لدى الشعب اليمني كله على امتداد الخارطة، فما فعلته في جزيرة سقطرى فضح زيف العناوين التي زعمت أنها جاءت لتنفيذها، وكل ما زادت في الإجرام ازداد السخط، وبات الجميع يعلم عن السجون الإماراتية في المحافظات الجنوبية وما يتم فيها من تعذيب لليمنيين، فما حدث في مدينة عدن من دوس لصور محمد بن زايد ولعلم الإمارات يؤكد للغزاة أن مشروعهم لن يستمر ويؤكد أنهم فاشلون لان من لايستطيع حماية رموز نظامه على ارض احتلاله في قمة غزوه لايستطيع ذلك بعد .
برأيك لماذا إعلام تحالف العدوان توجه لصعدة لتسويق انتصارات كاذبة، بعد اخفاقه في معركة الساحل الغربي؟
إعلام تحالف العدوان على اليمن هو مجرد ضجيج، هو كحاطب الليل أو الظمآن الذي يحسب السراب ماءً ويحاول عند كل هزيمة الهروب إلى ساحة أخرى وإلهاء الجمهور بها، لينسى هزيمته الآنية، ومحاولة نفي مأزقه ليرفع معنويات جنوده المنهارة.
لقد سارعوا بعد هزيمتهم في معركة الساحل إلى عقد اجتماع لوزراء إعلام العدوان وحلفائه، معلنين فيه هزيمتهم في الحرب الإعلامية أمام الإعلام اليمني، ومارسوا طقوسهم المعتادة في التمجيد والتطبيل والتزييف والتضليل، وقراءة تمائم التفريق والتمزيق والتقطيع، فالكذب لديهم سياسة، والخداع فن، والتشويه احتراف، وخارطة برامجهم نسيان الماضي وقضاياه الوطنية والمصيرية.
هل تلتمسون جدية لدى المبعوث الأممي “مارث غريفيث” لوضع حلول جدية تضع حداً للكارثة الانسانيه التي تعيشها اليمن؟
نحن قلنا إنه قد تكون لدى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة نوايا إيجابية، ولكن الطرف الآخر يحاول إعاقة مهمته، وقلنا إن البيان الصادر عنه ـ بعد زيارته الأخيرة إلى اليمن ـ تضمن تأكيدا على أن من يعتدون على اليمن هم من يعيقون الحل.
وحمّلنا دول التحالف مسؤولية إفشال مهمة غريفث ودور الأمم المتحدة باليمن، ودعوناه إلى إدراك أنه مع كل زيارة له لليمن يتعرض للابتزاز من قبل دول تحالف العدوان على اليمن عبر الإقدام على تصعيد عسكري وإجرامي، لكي يؤطر مهمته في دور ساعي البريد الحامل للإملاءات والرسائل، وليُسير بحسب رغبات التحالف ان لم يدرك، وهو ما يعني فشله في مهمته استجاب للضغوط، وقد دعوناه إلى أن لا يمارس مهمة سابقه “ولدالشيخ” حتى لا يفشل”، لأن أي تصعيد عسكري سينتهي دون تمكن دول التحالف من حسم المعركة والماضي شاهد .
المبعوث الدولي إلى اليمن عقب زيارته الأخيرة تحدث عن احتمالية استئناف جلسات الحوار. ماهو موقفكم ؟ وما هي مقترحاتكم للعلاج ؟
نحن نرحب بالحوار مع كل اليمنيين سواء كان حزبا أو شخصية سياسية أو اجتماعية أو غيرها، فأيدينا مفتوحة دائما للحوار مع إخواننا وأبنائنا في اليمن ولكن من يرفض هذا الحوار دائما هم الآخرون بسبب الضغوطات التي تمارس عليهم من قبل حلفائهم.
الشعب اليمني ما زال يتطلع إلى أن يكون هناك سلام مشرف وعادل لليمنيين من دون أي رضوخ أو استسلام للمعتدين، فالقوى الوطنية دعت إلى الحل السياسي منذ بداية العدوان الأميركي السعودي على اليمن الذي مثّل انقلابا على قرارات مجلس الأمن الدولي وخصوصا 2210.
وقد قدمنا مبادرات كثيرة من أجل السلام ولا زلنا نتطلع إلى أن يكون هناك سلام مشرف لأبناء الجمهورية اليمنية، فلسنا من بدء او حاول ان يفتح صراعا مع هذا التحالف بل هو من ارتكب الحماقة منذ اليوم الأول للعدوان 26 مارس 2015م.
وكنت قدمت في 22 فبراير/ شباط الماضي مبادرة سلام ورؤية للحل للأمين العام للأمم المتحدة تضمنت تشكيل لجنة للمصالحة، والاحتكام للانتخابات لاختيار رئيس وبرلمان يمثل كل الشعب اليمني وقواه السياسية، ومنع أي اعتداء من دول أجنبية على اليمن، ووضع ضمانات دولية بإعادة الإعمار وجبر الضرر، وإعلان عفو عام وإطلاق كل المعتقلين لكل طرف، ووضع أي ملف مختلف عليه للاستفتاءفيما يخص الحل في الداخل .
لكن كما قلت للمبعوث ان العدوان على اليمن يتطلب لايقافه الايمان بان التدخل الخارجي الممثل بدول العدوان هم من يعيق ويصعد ويرفض الوصول لاي حل فالحوار معهم هو الحل فالاخرين من المرتزقة اليمنيين تابعين لهم وياخذون توجيهاتهم منهم حتى في تنقلهم بالمناطق اليمنية المحتلة وليسوا اصحاب قرار بل يخضعون للعقوبة ووالاحتجاز رهن الاقامة الجبرية وهذا معروف وصرح بعض المرتزقة اليمنيين به .
مفوضية الأمم المتحدة تحدثت عن ظروف معيشية صعبة وسيئة جداً وعن احتمال حدوث كارثة انسانية في القريب العاجل لا سيما مع المعارك الدائرة في محيط الساحل الغربي . كيف ترون الوضع وماهي مقترحاتكم للعلاج ..؟
نحن نحمل أميركا والسعودية وبريطانيا والإمارات وكل دول التحالف التي تشارك في الحصار المسئولية عن الوضع المعيشي الصعب في اليمن، فهي تحاصر الشعب اليمني وفرضتها حربا اقتصادية عليه، وهم من يسيطر اليوم على البترول ومن يسيطر على الغاز، وهم من يسيطر على بقية المنافذ ومن يمنع أيضا وصول الطيران، وهي من يحاصر كل الإيرادات للجمهورية اليمنية، وهي من نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء بقرار وتغطية أممية وأيضا بالستار السياسي الأمريكي، بل إن دول تحالف العدوان تعرقل عمل منظمات الإغاثة الدولية وتستهدف مخازنها، وتستهدف الناقلات في الطرقات فالحصار الجائر والعدوان المستمر هو الذي جعل الشعب اليمني بهذه الصورة المأساوية التي هو عليها الآن، لا سيما مع اضطرار الكثير من أبناء اليمن للنزوح من مناطقهم التي احتلها الغزاة إلى المناطق غير المحتلة، مما ضاعف الأعباء.
ونحن نعتبر أن الأولوية لنا كشعب يمني هي حلحلة الموضوع الاقتصادي، لأن الوضع الاقتصادي للشعب اليمني شديد الصعوبة ومئات آلاف من الأسر لا تجد معيلا، بانعدام الراتب الذي كان يمكنها من خلاله أن تعمل على استقرار حياتها ومعيشتها وإن كان هذا الراتب لا يساوي شيئا أمام الغلاء الفاحش وأمام ارتفاع أسعار الدولار الذي كان نتاج إجراءات غير صحيحة من قبل دول العدوان والحكومة التي تتبعها.
وقد عملنا منذ بداية قراراتهم الاقتصادية وتم الحديث مع ولد الشيخ بتقديم الحلول للأمم المتحدة من اجل تسليم الراتب من خلال عدة اجراءت منها ان تسلم الاموال المطبوعة بحسب الكثافة السكانية حتى تغطى المرتبات بدلا من تبديدها على قيادات المليشيات الارهابية وبلجنة مشتركة من البنك بصنعاء واعضاء من قبلهم وتم الرفض وكذا ايضا قلناكما اكد ذلك قائد الثورة حفظه الله في خطابه الاخير العلني إنه لا مانع لدينا من أن تتولى الأمم المتحدة الإشراف والتأكد والرقابة على الإيرادات التي تحصل في ميناء الحديدة على أن تجمع وتحفظ حصرياً لصرف المرتبات وبشرط أن يكمل نسبة العجز في المرتبات حتى تستوفى وتصبح هذه آلية عملية لتوفير المرتبات تجمع في البنك المركزي في صنعاء وتصرف من صنعاء برقابة من الأمم المتحدة وتوفي عليها الأمم المتحدة من أموال اليمن المنهوبة ومن ثرواته المنهوبة من النفط او إيراداته من الغاز التي ينهبها المرتزقة وتنهبها تلك قوى الغزو والاحتلال من الدول الإقليمية والأجنبية ومن إيرادات المنافذ الاخرى لتصرف لصالح المرتبات،كل هذا وغيره منذ نهاية٢٠١٦ والى اليوم
وكل هذا لمعرفتنا بان سلوكهم لايقاف الرواتب سلوك مليشاوي وغير انساني ونحن والحمد لله والجميع يعلم أننا كنا نسلم المرتبات في جميع المحافظات قبل نقل البنك المركزي إلى فرعه بعدن.
واننا نساند العمل الإنساني الذي تقوم به المنظمات في اليمن . ولازلنا نؤمل أن يفي المبعوث بوعده في تسليم المرتبات والعمل مع الجهات المختصة في وضع برامج انتاجية عبر تخطيط شامل لمشاريع إيجابية ذات جدوائية أكبر، وأن يكون لها خطط تمكن الأسر الفقيرة من أن تصبح أسراً منتجة لا أن تبقى معتمدة على المساعدات، وخصوصا مع توفر المانحين في هذا الوقت الذين باتوا ينظرون إلى اليمن بأنها أسوأ أزمة إنسانية.
كما نؤكد أن إخراج اليمن من أسوأ كارثة إنسانية، يتطلب وقف العدوان، والبدء بإيقاف تزويده بالسلاح والخبرات، ولازلنا نطالب كل دول العالم بإيقاف تزويد السعودية والإمارات بالسلاح، فكل ما تم شرائه يتم به قتل الشعب اليمني خارج القانون والأعراف العسكرية، ولدينا من الأدلة على ذلك ما يؤكد صحة ما نقول.
ما طبيعة الدور الامريكي و البريطاني والفرنسي في معركة الحديدة، وهل هم مشاركون؟
أنظمة دول أمريكا وإسرائيل وبريطانيا و السعودية والإمارات وغيرها من الدول التي تتحالف ضد الشعب اليمني أتت عموما لتستهدف شعبنا اليمني في جميع محافظاته من أجل القضاء عليه ومن أجل إفساده، من أجل احتلال اليمن ومصادرة قراره، هذه أنظمة لا يمكن لأحد أن يتحدث عنها بأنها تبحث عن الحفاظ على مقومات الشعب أو الحفاظ على حقوق الشعوب أو أنها أتت من أجل مصلحة الأمة أو أنها أتت من أجل بناء الشعوب المستضعفة أو الفقيرة، فلا اعتقد انه يختلف اثنان على أن ما يحصل من عدوان لا يخدم الشعب اليمني، ولا يمكن لأحد أن يُلقي بمئات الآلاف من أطنان القنابل والمتفجرات ثم يقول أتى ليخدم اليمن وليبني مستقبل الشعب اليمني وليحافظ على بناه التحتية، أو أنه أتى من أجل حرية اليمن وديموقراطيته.
العدوان عمل ويعمل بكل وسعه من أجل إثارة الكره والبغضاء بين الناس، هذا هو الذي يحصل من قبل العدو، إنها مؤامرة لتفتيت النسيج الاجتماعي، إنها مؤامرة من أجل القضاء على المكونات اليمنية بأكملها، كل المقومات اليمنية بأكملها، من أجل أن يخدم مصالحه من أجل أن يخدم توجهاته، من أجل أن يسير الشعب في ركب وسياسةالأمريكيين، من أجل أن ينفذ اجندة الإسرائيليين في المندب وغيره.
لذلك فالشعب اليمني يدرك تماما منذ اليوم الأول للعدوان عليه أن أمريكا هي التي تقف على رأس العدوان ومن خلفها إسرائيل، بمشاركة سعودية إماراتية في التمويل والتجهيز والتنفيذ، وهذا الإدراك ينبع من وعي تام بحقيقة المشروع الأمريكي في المنطقة عموما والذي عمل على تنفيذه في اليمن خصوصا، وكذلك من الدلائل الدامغة على كون أمريكا تقتل الشعب اليمني بدأت باعلانه بتواجده و في الظهور العلني تباعا ودونما خجل، فمن واشنطن جرى إعلان العدوان على اليمن بلسان وزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير في مؤتمر صحفي بعد بدء الحرب على اليمن بساعات في 26 مارس 2015م، والذي أكد خلاله أن قرار الحرب اتخذ في أروقة الإدارة الأمريكية عبر مشاورات أتت أكلها وأثمرت بقرار العدوان على اليمن، كما أعلن البيت الأبيض صباح اليوم نفسه أن الولايات المتحدة تنسق بشكل وثيق مع السعودية وحلفاء عرب آخرين في إطار ما يسمى بعاصفة الحزم، بتأكيد في بيان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جاء فيه “إن الرئيس أوباما سمح بتقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية في العمليات العسكرية التي تشنها دول مجلس التعاون الخليجي”.
بالإضافة إلى تصريحات كثيرة لمسئولين ودبلوماسيين أمريكيين وتقارير لوسائل إعلام دولية اكدت – وﻻ زالت – أن القوات الأمريكية تشارك مباشرة في العمليات العسكرية في اليمن، فضلا عن إدانات متعددة أطلقتها منظمات دولية كبيرة بوجه أمريكا، لدورها المباشر في قتل الشعب اليمني، واﻻستمرار في تزويد ما تسمى قوات التحالف بالأسلحة ومنها ما هو محرم استخدامه دوليا.
كما أن يوميات العدوان على اليمن – المستمرة – قد كشفت أن أمريكا ضالعة بشكل مباشر في ارتكاب الجرائم بحق المدنيين في اليمن، وأن ممانعتها الدبلوماسية للحل السياسي وتدخلها المباشر في سير المحادثات بل وتهديد سفيرها في إحدى الجولات بصوملة اليمن ليس إلا غيض من فيض، أفصح عن حقيقة أن الحرب على اليمن أمريكية الأهداف والمشروع والأدوات. وما قام به مجلس الكونجرس من رفض لالغاء دور امريكا في العدوان والتصويت بالاستمرار واضح ايضا.
وما اعلنته أمريكا مؤخرا وافصحة عنه بوجود قوة أمريكية لها في اليمن تحمل مسمى”القبعات الخضراء”، وغيرها ليس جديدا علينا، وكذلك الصور التي نقلتها قناة CNN الأمريكية عن المارنز الأمريكي في منطقة “نهم”، نحن نعرف أن أمريكا هي من تقود المعركة ضد الشعب اليمني، ونحن وهم في حرب، وبالتالي لا غرابة بالنسبة لنا أن نجدهم يتواجدون جنباً إلى جنب مع مرتزقتهم من السعوديين أو الإماراتيين أو اليمنيين.
وعن المشاركة البريطانية، نحن حمّلنا المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية أي معركة جديدة في الحديدة وما يترتب عليها، فالبريطانيون أبلغونا قبل أسبوع من المعركة أن الإماراتيين والسعوديين أكدوا عدم الدخول في معركة الحديدة إلا بموافقتهم ومساعدتهم، وببدء التصعيد تأكدنا من ضلوعهم ولذلك حملناهم والأمريكان مسؤولية أي معركة في الحديدة وما يترتب عليها من تدمير لمينائها أو مجاعة للشعب أو غيرها.
ولعلكم تابعتم تناول صحيفة الغارديان البريطانية في افتتاحيتها قبل نحو عشرة أيام مسؤولية بريطانيا في الهجوم السعودي – الإماراتي على مدينة الحديدة، حيث أكدت أن الحرب على اليمن تجرى بأسلحة بريطانية وأميركية وفرنسية، سواء بالتدريب والمشورة العسكرية، وأن ضباطا بريطانيين وأميركيين كانوا في غرفة القيادة لغارات جوية.
كما أكدت صحيفة الفيغارو الفرنسية الأسبوع الماضي أن هناك قوات فرنسية خاصة على الأرض في اليمن.
كما إن هذا العدوان يجري بحماية دبلوماسية من الغرب، ومن يشارك دبلوماسيا يشارك عسكريا، فمؤخراً منعت المملكة المتحدة والولايات المتحدة الحملة السويدية إصدار بيان من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق النار.
والعالم أجمع تابع رئيس حزب العمال البريطاني ونواب غيره في البرلمان ينتقدون سياسة رئيسة حكومة بلاده المستمرة بتزويد السعودية بالأسلحة المحرمة لضرب اليمن، ويطالبونها بوقف المشاركة في العدوان، وأيضا أكد وزير التنمية الدولية السابق أندرو ميتشل أن بريطانيا، بصفتها حامل القلم بشأن اليمن في مجلس الأمن الدولي، انها تتخذ ذلك نهجاً موالياً للسعودية بشكل صريح في النزاع.
وعن المشاركة الإسرائيلية في معارك الساحل نحن نعتبر أن عدم تصريح الإسرائيليين بمشاركتهم في العدوان على اليمن عائد إلى ما يقولونه عن عدم تعريض من يساندونه من الأعراب للإحراج، لكن الجانب العسكري اليمني وثق مشاركة الطيران الحربي الإسرائيلي في تلك المعارك، كما أن اليمن هي الدولة الثانية التي قصفتها المقاتلات الإسرائيلية إضافة إلى سوريا، وهذا ما يشير إليه حديث قائد القوات الجوية الإسرائيلي مؤخرا بهذا الصدد.
كما أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي عام 2015 عن أن خطر سيطرة أنصارالله على باب المندب أكبر من خطر النووي الإيراني، و بهذا التوصيف الإسرائيلي يوضح استراتيجيتهم العسكرية والجهة اوالجبهة التي سيشارك فيها الجيش الإسرائيلي.
كيف تنظرون إلى عودة هادي إلى عدن . وهل تتوقعون أن تصمد المصالحة بين هادي والإمارات؟
هادي وغيره من المرتزقة أصبحوا منبوذين من أبناء الشعب اليمني، لذا تراهم يخافون من المكوث في أي منطقة من اليمن، فضلا عن أنه لا يمكنهم العودة إلى المناطق المحتلة إلا بإذن الغزاة، وحين يعودون لفترة ما يكونون تحت الإقامة الجبرية في وطنهم، حيث لا يسمح الغزاة لهم بالتحرك أو اي نشاط إلا بعد أخذ إذن مسبق، لذا فإن عودة هادي إلى عدن أمر ليس له أي قيمة، فالتحالف يضع على كل قرية يحتلها مندوبا ساميا يتبعه وينفذ أوامره، ولا يتيح فرصة لأبناء الشعب اليمني أن يتحركوا أو يعملوا، فهو تحالف إرهابي يبحث عن مصالحه فقط، وعن مرتزقة يخدمونه كهادي وغيره.
كما أن الفصائل اليمنية تواجه اليوم سيناريو مرعبا في مستقبلها، لأن الفصائل التي تقف إلى جانب السعودية يصفها السعوديون بالإرهاب، والفصائل التي تقف إلى جانب الإماراتيين يصفها السعوديون بالإرهاب، وينظرون إليها بعدم الثقة، بل هناك بعض المؤامرات نحن نعلم بها داخل الجبهات، حيث يتم قتل الكثير من أبناء اليمن ـ برغم كونهم مرتزقة ـ من الخلف.
ونظام الإمارات نذير شؤم لم ولن يفِ بعهد، لا يكف عن المشاكسة والتدمير للبلدان العربية، فمن اليمن إلى سوريا والعراق والصومال وليبيا ووو إلى تونس يذهب ليلقي بأسهم الغدر، والجميع يعلم ما تحت الأكمة من تنازع بين دولتي العدوان السعودية والإمارات لولا ضغط أمريكا، وانظروا إلى كيف يغدرون حتى بشركائهم في التحالف الأردن والمغرب والسودان، ويثيرون داخلها الأزمات الاقتصادية والقلاقل السياسية.
على الصعيد الميداني هل هناك مفاجاّت في القريب العاجل؟
نحن نعد قوى الغزو والاحتلال بأنها لن تنعم باستقرار في اليمن، لكونها ميليشيات إرهابية قدمت في كل المناطق التي احتلتها نموذجا لمشاريعها التدميرية، ولكون أبطال الجيش واللجان الشعبية – الذين يلقنونها الدروس اليومية في التنكيل والجهاد والشجاعة والاستبسال وأذاقوها بأسهم في الميدان – سيظلوا ممسكين على الزناد بقلوب أبية، ويبذلون دمائهم – من منطلق استشعارهم للمسؤولية – لحياة وأمن شعبهم، ولمواجهة أعدائه.
ونؤكد أن الكثير من الأهداف والأوراق التي يستطيع الجيش واللجان الشعبية تحريكها في وجه العدوان لا زالت كثيرة بجعبتهم، وستسخدم في إطار ردع العدوان ومعادلة السن بالسن باذن الله.
هناك تسريبات تشير إلى أن هناك ما يشبه اطار التفاهم أو مسار حل تم احباطه بالتصعيد العسكري وفتح جبهة الساحل الغربي. هل كان هناك بالفعل مسار حل وتم احباطه بالتصعيد على مطار الحديدة .. ؟
رفض العدوان للحل سيكشف عنه الايام اما بالنسبة لموقف الشعب اليمني وقيادته فقد اوضح المبعوث الدولي ذلك بل ووصف الموقف اليمني المواجه للعدوان بالايجابي في اخر بيان له .
هناك أخبار عن أسرى فرنسيين لدى الجيش واللجان الشعبية . ما صحة ذلك وأين هؤلاء الأسرى الأن ؟
الجهة المخولة بالاعلان عن كيف ومتى ومن هم وكم عددهم الحكومة واجهزتها فلا داعي للتعليق هنا .
أخيراً، ماهي الرسالة التي تريد أن توصلها لتحالف العدوان عبر موقع قناة العالم ؟
قول لهم إن الجمهورية اليمنية تواجه الرجعيات العربية، فعندما يسارع الشعب اليمني في رفض الغزو والاحتلال، وعندما يسارع في العزة والنبل والأخلاق، وعندما يسارع في التضحية والفداء، فهو يعلم يقينا أنه يقاتل من يسارع في العمالة والعبودية، ومن يسارع في الامتهان والرذيلة، ومن يسارع في بيع الأرض والحرية والعنفوان.
إننا نخوض معركة قيم واستقلال، وحتما سيكون النصر حليف الجمهورية اليمنية، والشعب اليمني سيحقق الانتصار بفضل الله تعالى وتضحيات الرجال الأبطال المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية، ونؤكد أن اليمن ستبقى خالدة، والجمهورية شامخة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.